ذات مرة في ذاك القبو - 33
“وأنت خالة أعطيني أرقام أولادك لأتواصل معهم أيضاً ” سأل ماجد بكل طبيعية لتجيبه أم عبيربصوت هادئ :
” أنا أعيش وحيدة ولاأعتقد أنهم سيهتمون بدفع الفدية أعتقد حتى أنهم لم يشعروا باختفائي!”
“لا تقولي ذلك خال..” فتح الباب بقوة وظهر نفس الشخصان كما سابقاً ونادا على ماجد ثم قاما بتعصيب عيناه وتقييد يداه.
“لم يمض وقت طويل منذ إعلامي بخروجي!” تذمر ماجد.
“هل تعتقدنا الشرطة لنلتزم بمواعيدنا؟ وقتما نحب ندخلك ووقتما نحب نخرجك هيا إلى الأمام وأنت أيضاً أيها الفتى المدلل لابد أن والدك ينتظرك في الطرف الآخر بفارغ الصبر استعد فدورك بعده”وأغلق الباب بقوة كما فتحه.
“إلهي ! ما الذي يجري ؟”قالت سوزان بصوت عالي .
“إهدأي صغيرتي ” هدأتها أم عبير وبدأت بالتربيت على كتفها .
لم يدري المحتجزون في الداخل أن العصابة التي قامت باختطاهم قد دبرت خروجهم جميعاً وخلال ساعة واحدة فقط فالمكان سيصبح معلوماً لدى الشرطة ما أن يصل المختطف الأول لأهله فهم لن يبقوا ساكنين لذا كان عليهم قبض المال وإفراغ القبو بأسرع مايمكن ليهربوا بعد ذلك لمكان جديد ويخطفوا أناس جدد.
“لم تمض دقائق معدودة وحتى فُتح الباب من جديد واقتادوا عادل خارج القبو .
“خالة هل هم يقتلونهم الواحد تلو الآخر …أعني لامعنى لتركهم لنا كل هذا الوقت والآن قرروا فك أسر هذا العدد فجأة !” سألت سوزان بأرق شديد حيث هذه المرة طُلب من العجوز تجهيز نفسه .
“لا أعتقد هذا! ألم نقل ضعوا إيمانكم بالله اكثري من الدعاء ياابنتي عسى أن تفرج علينا جميعاً” استمرت أم عبير بتهداة الفتاة المذعورة وهي تشاهد العجوز يغادر أيضاً فصمت ولم يبق سواها وأم عبير.
“وأنت أيضاً أيتها الصغيرة جهزي نفسك”
“أنتما تستمران بقول جهزوا أنفسكم ..على ماذا ؟ هل علي أخذ جرر الذهب المتروكة هنا وهناك مثلاً!” تذمر أبو سالم بشدة.
“امشي أيها العجوز لا أريد افتعال مشكلة مع عجائز مثلك !”
ماأن أغُلق الباب حتى شعرت سوزان بألم شديد في معدتها فيبدو أن القلق والتوتر الشديدين الذي تعاني منهما قد بدآ بالتأثير على معدتها حيث شعرت أنها انكمشت واعتصرت بقوة .
بدأت أم عبير بتدليك بطن سوزان مع ذكر آيات من القرآن عليه علّ الفتاة تشعر بتحسن لكن الوضع ازداد سوءاً فقد بدأت خاصرتها اليمنى بالتألم أيضاً.
ومع محاولات أم عبير لاكتشاف سبب الألم المفاجئ فتح الباب وتم اصطحاب سوزان إلى الخارج ولم يبق سوى أم عبير في الداخل.
فوجئت سوزان حين أول مارأته بعد نزع العصبة عن عينها كان خالها الأكبر …كان خالها واقفاً مع ثلاثة رجال لاتعرفهم وورائهم سيارة قديمة وهم في منتصف أرض خالية حولها لازرع ولاماء .
بدأت الدموع التي كانت تنهمر من عينيها طوال الطريق بسبب الآلام التي تعاني منها ينقلب لدموع من الفرح برؤية خالها ولكن ليس الوضع آمناً بعد فبندقية الرجل الذي خلفها كانت فوهتها متموضعة على ظهرها وتمنعها من الحراك مع أنها أرادت القفز مباشرة لحضن خالها والذهاب معه.
قام خالها بعد تفحصها جيداً برمي حقيبة في الهواء لرجل آخر يقف خلفها والذي التقطها وبدأ بالعد .
“المبلغ صحيح ولاتوجد نقود مزورة أو معلّمة !” أكد الرجل الذي التقط الحقيبة أن شروط دفع الفدية قد اكتملت وبذلك غادرت المجموعة التي أحضرت سوزان بالسيارة التي قدموا بها ومضوا بسرعة فائقة.
هنا أرادت سوزان الركض نحو خالها لكن أغمي عليها بسبب الآلام الشديدة التي كانت تعاني منها .
استيقظت سوزان على صوت أجهزة المشفى لتجد والدتها تمسك بيدها بقوة وأخيها يقف مع الطبيب يتناقشون عن حالتها.
“سوزان هل أنت بخير؟” سألت الأم وهي تنظر بفرح لابنتها التي استيقظت والدموع تغطي وجناتها .
“أجل أمي لكن ما الذي حدث؟”
بعد استيقاظها شرح لها أخوها الأمر بهدوء فهي قد بقيت مخطوفة لثلاثة أيام كاملة حيث اتصل بهم الخاطفون منذ اليوم الأول ولكن المفاوضات استمرت ليومين للاتفاق على المبلغ ومن الذي سيدفع وأين ستتم المقايضة وأن الآلام التي شعرت بها بمعدتها ناتجة عن تجويعها وتناولها للطعام الفاسد أما خاصرتها فذلك لإنها لم تذهب للحمام طوال الأيام الثلاث مما سبب **احتباس بالبول** لديها و أنها ستتلقى علاجاً لفترة طويلة قبل أن تعود كما كانت .