فخ الوردة الذهبية - 38
“أخي يبدو مع انك كنت على مقربة منا لم تستمع لحديثنا هذه هي اليزابيث أوستن والدتها ونحن أبناء عم” وقفت روزي ومعها الفتاتان بجانب ارمان الذي كان قد ابتعد قليلاً.
“أوه اهو كذلك مرحبا بك آنستي ومبارك لك حفلة ظهورك الأولى أليس كذلك ؟ أعتقدت هذالأنني لم أرك هنا سابقاً”
“أهلا بك سمو الأمير وشكراً لك هي كذلك هي حفلتي الاولى”
” أرجو ان تقضي امسية ممتعة وأنت كيف حالك آنسة ألفونسو ؟”
“أنا بخير شكراً لسؤالك سموك “
“أوه دعونا من الرسميات وأخبرني أرمان من فستانها الأجمل بيننا نحن الثلاثة؟ بالطبع لن أسألك عن الجمال فالجواب واضح ” شددت سامانثا قبضتها فمهما كان ماترمي إليه روزي كان يعني أنها الأقل جمالاً …
كانت روزالين ترتدي فستاناً شبيه بالفيكتوري باللونين الأحمر الملكي والأبيض والمطرز بخيوط الفضة والألماس الصغيرو تنورته قليلة الانتفاخ ولم تحتوي على طبقات الكشكش والتي كانت تملأ القاعة بالإضافة لتاج من الألماس اللامع وفي وسطه زمردة خضراء مربعة الشكل وأقراط وعقد بنفس التصميم.
لقد بدت روزالين بفستانها الفيكتوري الأصفر والأبيض الصدفي وقبعتها ذات اللون الأبيض الصدفي مبتذلة للغاية وكما لوأنها البطة القبيحة…لقد تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها فمن المفترض أن فستانها مميز ومن أحدث صيحات الموضة لكنها رأت بأن ما ترتديه الفتاتان بعيداً كل البعد عن ماترتديه هي..
“أوه روزي تعلمين انني لست ماهراً في الأزياء إن أردت سؤالي عن إدارة التجارة والاعمال أو القضايا السياسية فانا متواجد دائماً وبالخدمة عدا ذلك لا أعتقد انه بإمكاني مساعدتك …الآن عن إذنكم آنساتي علي إلقاء التحية على الملكات … ” انسحب أرمان ببذلته ذات اللون الرمادي القاتم بسرعة قبل أن يدخل في النزاع فمن خبرته على الشاب المحترم أن لايتدخل في الشجار غير المعلن للفتيات النبيلات.
“أففف دائماً ما يفعل هذا ربما علينا إرساله كمبعوث دبلوماسي لحل النزاع مع روميليا بكلامه المنمق هذا!” تنهدت روزي وهي تعقد يديها ثم نظرت بزاوية عينها لسامانثا “ما الذي ترتديه هذه الحمقاء ألم تتسرب الأخبار لها بأنني وماري لن نرتدي فساتين فيكتورية؟حمقاء ! أنت عار على عائلة الكونت ! هي دوماً تبحث عن مايغيظيني وماري ولم تلتقط أخبارفساتيننا حتى!”
***
“يدخل الآن سمو ولي العهد الأمير الأول ويليام ريتشارد امبروود وترافقه خطيبته سموها الأميرة مارجريت لوردموند”
ابتعدت الفتيات اللواتي كن في وسط المساحة التي أمام الدرج وتوقف جميع من في القاعة وامتدت انظارهم نحو الاثنان القادمان وكان المشهد صادماً …
“ذلك مستحيل …كيف لها أن تأتي بفستان كهذا …أعني التصميم …هو من آخر صيحات الموضة في كوريا والعالم …حتى لو استطاعت الاتيان بالفكرة فان القماش المستخدم والتقنيات جميعها جديدة على هذا العصر ولم تستخدم قبلاً …”كانت ليزي في صدمة شديدة ولم تستطع إخفاء تعابيرها المدهوشة .
فمارجريت ترتدي فستاتاً أخضر ملكي يشبه السمكة مع قصة صدر مثلثية وأكمام دانتيل وهو يشبه للغاية تصميم ليزي عدا أنه منفذ بتقنيات أفضل …وتواجد الدانتيل الأسود و الأخضرعلى طول الفستان ومع جسم مارجريت الطويل والممتلئ بالمنحنيات المثالية وشعرها الأحمر الذي كان منسدلاً بتموجات عريضة متناسقة والتاج الذهبي الخالص والذي كان بسيطاً للغاية دون زخارف أو أحجار كريمة بل كان مدوراً فحسب على شكل أوراق الغار… وعيونها الخضراء التي عكست لون الفستان كل ذلك جعلها تبدو كما لوكانت *أريال حورية البحر *
فيما وقف ويليام بجانبها بشعره الأشقر القصير وعيونه البرتقالية الحادة وبذلته البيضاء المرصعة بخيوط الذهب واكمامه التي تحتوي على أزارار مرصعة بالزمرد الأخضر والذي كان مطابقاً للون فستان مارجريت ورداءه الأحمر الموضوع على كتفه الأيسر والمنقوش عليه شعار العائلة الامبراطورية (السيف الأسطوري الذي يلتف حوله التنين الذهبي).
كانا متناقضان ومتناغمان في آن معاً مما جعل الدهشة تعتلي وجوه الحاضرين ولتبدأ الهمسات تحيط بليزي :”أوه لقد قلت ابنة عمها الأميرة …” “وانا قلت في نفسي من اين لها بفكرة تصميم مبتكرة كهذه إذن استغلت مكوثها في قصر عمها لتسرق التصميم من الأميرة…”
كان الجميع يوجه أصابع الاتهام لليزي بأنها من سرقت تصميم ماري وليس العكس على الرغم من ظهور ليزي أولاً ولكن لم يكن أحد ليصدق ان مصممة من الأحياء الفقيرة كفيكي ستتمكن من ابتكار شيئ كهذا أما ماري فقد تهافت العشرات من المصممين لتصميم فستانها وهي الأميرة ولية العهد خطيبة الأمير…
مع نزول الاثنان السلالم… قامت ليزي بتصفية ذهنها وأخذ نفس عميق ثم وقفت بهدوء تنتظرأن تسلم عليها ماري.
***
“لا أسمح لك بارتداء شيئ كهذا مجدداً!”
“ها؟ ما الأمر؟أعلم أنه غريب ومختلف لكنني عملت بجد عليه “
“ليس ذلك ألاترين كيف ينظر الشباب هناك إليك “
“وما الجديد أنا أميرة وولية العهد ونحن نقف بالأعلى الجميع ينظرون إلينا”
“أحياناً أعتقد ان ذكاءك ونباهتك لايعملان عندما تكونين معي “
“ما الذي تقوله ؟”
” هذه آخر مرة أكرر كلامي غير مسموح بارتداء هذه الملابس او شبيهتها مجدداً ولاتدعيني أستعين بوالدي لإصدار مرسوم بهذا الشأن “
“حسناً …حسناً مع انني لم أفهم مابك اليوم ؟؟”
اقتربت روزالين من الثنائي وقالت :”انت تبدين بغاية الجمال مارجريت”
“أوه شكراً لك روزي وأنت كذلك الأحمر يليق بك للغاية وانت كذلك سامانثا تبدين مميزة…”ثم أخفضت صوتها بحيث لايسمعها احد سوى ويليام وروزي الذان كان على يمينها ” كزهرة عباد الشمس في منتصف الحقل” لم يستطع الاثنان كتم ضحكتهما مع استمرارها بتعابيرها الجامدة أكملت “ولدينا فستان مثير للإعجاب هنا آنسة أوستن !”
“شكراً لك سمو الأميرة لم أعلم ان أذواقنا تتشابه في الملابس لهذه الدرجة “قالت ليزي وهي تحاول النظر في عيني ولي العهد الذي كان مشغولاً بالتواصل بصرياً مع احدهم في القاعة .
“بالطبع نحن بنات عم بعد كل شيئ”
لم تعلم سامانثا ماهمست به ماري وجعل الاثنان يكتمان ضحكاتهما ولكنها كانت على يقين أنه عنها ونظرت للمجموعة والتي بدت كما لو انها شاذة عنها لتلقي التحية بسرعة خاطفة وتنسحب بهدوء.
ثم التقت ويليام بعد انتهائه من التلويح لشخص ما قائلاً:”هذا غريب لقد هربت بسرعة قبل أن تتمكنا من إغاظتها أكثر لماذا لم تتمسكا بها أكثر؟”
“أوه أرجوك الآنسة أوستن هنا انتبه لماتقوله” وبخته روزي.
“أوه عذراً آنستي للوقاحة لقد حدثتني ماري عنك آمل أن تقضي ربيعاً وصيفاً مميزاً هنا في العاصمة” بالطبع تلك كانت كذبة ماري لم تخبره شيئا وكانت روزي من ثرثرت عن الامر امامه وقاطعت وقت استراحته بثرثرتها المعتادة.
“شكرا لك سموك ..”
“هاهاها ماهذا ماري ألم تتعلم ابنة عمك سوى الشكر من المدام تولين كلما أخبرناها امراً شكرتنا ” قالت روزي وهي تضحك بمرح.
“عذراً سموك ولكنني مرتبكة حقاً فهذه أول حفلة لي ولذا..” قاطعها ويليام حين قال:
“آنسة أوستن صحيح ؟هلا أفسحت المجال فجوناثان وكارمن أصبحا خلفك” تحركت اليزابيث من مكانها حيث كانت تقف على يسار مارجريت ,”أوه إذن كان يلوح لجوناثان وكارمن …انتظري كارمن…كارمن بيندغتون ؟؟ مالذي يفعله فرد من عائلة بيندغتون مع جوناثان الا يكرهون بعضهم؟؟” تسائلت ليزي.